عملية "طوفان الأقصى": انهيار الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه غزة

فلسطين بين زلزال ٧ اكتوبر وضياع الموقف العربي المطلوب

فلسطين بين زلزال ٧ اكتوبر وضياع الموقف العربي المطلوب

صبيحة ٧ اكتوبر فاجأت المقاومة الاسلامية حماس الأجهزة الاسرائيلية : عسكرية و مخابراتيه و مدنية و شعبية بهجوم صاعق وغير مسبوق لا عربياً و لا فلسطينياً. هجوم شمل البحر والبر والجو ضمن خطة محبوكة التنفيذ والتخطيط , ونجحت نجاحاً باهراً , حصيلته قتلى وأسرى تعدداهم  حوالي ٢٢٠ أسير. 

من تداعيات هذا الهجوم الفشل الإسرائيلي على كافة المستويات ووضعها  في أزمة مستعصية سياسياً وعسكرياً وأمنياً ولوجيستياً واقتصادياً. باعتراف القيادات الإسرائيلية المدنية و العسكرية .

 ‏في ٧ أكتوبر مئات من المقاتلين الاستشهادين حققوا نصراً على الدولة الاستيطانية التي لا تقهر , بوسائل بدائية مبتكرة وداسوا على التكنولوجيا الإسرائيلية المتطورة مما افقد إسرائيل توازنها فجأة إلى الهمجية الصهيونية باستخدام قدراتها الجوية التدمرية ضد المدنيين الأبرياء بقصد إرهابهم  بممتلكاتهم وأرواحهم لكسر إرادة الصمود لديهم, ورغم الدمار  وقتل الأبرياء لم يزل شعب غزة صامداً.

‏مرت ثلاث أسابيع وحماس تقاتل في غزة وخارجها ورغم ضخامة الحشد العسكري و الدمار الهائل في غزة لم يجرؤ الجيش الإسرائيلي تنفيذ اقتحام غزة براً.

‏هذا جيش المهزوم نفسياً منذ ٧ أكتوبر مرت الأسابيع ولم تنفذ العملية البرية, والجيش هنا في أزمة إن لم يهاجم, المقاومة تنتصر,  وإن هاجم سيتكبد خسائر بشرية كبيرة فيضطر للتراجع وتتكرر هزيمته, وتتصاعد همجيته في القصف الجوي والتدمير للابنية والمستشفيات والكنائس والجوامع ‏ومنع الماء والكهرباء والغذاء والوقود عن غزة, ‏هذه الهمجية غير مسبوقة الا عند النازيين.

‏فلسطين و ضياع الموقف العربي المطلوب

‏من المؤكد أن الحكام العرب لم يتعلموا من هذا السابقة وأن فلسطين ليست من أولوياتهم ‏وما زالوا في دائرة الكلام الذي لا يجدي نفعاً

‏أيها الخائفون على كراسيكم والخائفون من شعوبكم كلامكم رفع عتب وجامعة الدول العربية هي جامعة المختلفين على حق واضح كعين الشمس.

‏أن ٧ أكتوبر وتداعياتها قدمت لكم فرصة لا تتكرر, في هذه المرحلة قدمت لكم انتصاراً على العدو الصهيوني . كان الأجدى بكم إعلان النفير العام وحشد قدراتكم وهددوا وتوعدوا لكي يكون لكلامكم معنى . لأن الفرصة مؤاتية لخلاص هذه الأمة وفرض تحرير الشعب الفلسطيني من يد الاحتلال الصهيوني الهمجي والفاجر,  بدل اللهث وراء السلام الذي لن يتحقق.

‏بسبب اللازمة التي تعانون منها منذ عقود سترميكم شعوبكم في مزبلة التاريخ لأنكم جاهلون أغبياء كما صرحت غولد مائير عام ١٩٥٠

‏ ”إن قوتنا لا تكمن بامتلاكنا للسلاح النووي بل باعتمادنا على غباء الطرف الآخر“

‏٧ أكتوبر قالت لكم هذه إسرائيل التي تخشونها ما تزال مهزومة وغير قادرة  ان تنتصر على مئات من الاستشهادين , فاغتنموا الفرصة وإلا سترفرف نجمة داوود في كل عواصمكم.

‏زلزال ٧ أكتوبر كشف بما لا يقبل الجدل ‏, الحقد الأمريكي على أمتنا وأحتضانه لإسرائيل . صرح بايدن علناً لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها.

‏أما باقي الدول الأوروبية التي تدعي الحضارة والإنسانية فقد اسفرت عن وجهها الحقيقي بوقوفها إلى جانب الهمجية الصهيونية , ‏وفي  هذا المجال يحضرني كلام هاشم علي محسن لا عدو لنا في ارضنا إلا إسرائيل والأوروبيون والأمريكيون حماة إسرائيل المغتصبة لفلسطين.

 قولوا ما شئتم وناصروا من تشاؤوا إن شعوبنا العربية ستحاسبكم على فعلتكم الشنيعة.

‏وإن غدا لناظره لقريب

غزة عزة العرب

شاهد أيضاً

في رحاب الخُلد يا جبور 

في رحاب الخُلد يا جبور  غادرنا جبور ونحن بأمس الحاجة اليه و لامثاله. واكب تاسيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *