هاشم علي محسن ( 1928-1989 ) القائد النقابي العمالي العراقي والعربي
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
بين يدي الان كتاب جميل الفه الاخ والصديق الاستاذ شهاب احمد الحميد ، المطبعي ، والكاتب ، والصحفي العمالي الكبير ( ابا صدام) الذي اعتز به واشكره على هديته الثمينة مجموعة كتبه الرائعة ، وهذا واحد منها حيث قام بتوثيق سيرة القائد العمالي والحزبي الكبير الاستاذ هاشم علي محسن .
ويقينا ان الجيل الجديد لايعرفه .. هذا الرجل الذي كان رئيسا لإتحاد نقابات العمال في العراق ورئيسا للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب حين كان للحركة العمالية والنقابية العراقية والعربية مكانتها التي فقدتها للاسف في زماننا الرديء هذا .. والكتاب من اصدارات مركز الرابطة للدراسات والبحوث الوثائقية ببغداد .
لقد برز الثائد النقابي العمالي الاستاذ هاشم علي محسن وهو بالاصل كان منتميا لحركة القوميين العرب خلال المرحلة 1958-1968 . وكان قد اصدر ستة كتب أرخ فيها للطبقة العمالية العراقية ولااعرف في ما اذا كانت شخصية هاشم علي محسن قد أُختيرت لتكون موضوعا لرسالة ماجستير أو اطروحة دكتوراه لأهميتها ولدورها الفاعل في تاريخ العراق المعاصر .
كان هاشم علي محسن عروبيا قوميا ، عمل من اجل الوحدة العربية خاصة بعد ارتفاع مستويات المد القومي العربي اثر الانتصار في معركة تأميم قناة السويس ، وتحقيق الوحدة بين مصر وسوريا وقيام الجمهورية العربية المتحدة يوم 22 شباط 1958
، ونشوب ثورة 14 تموز 1958 في العراق والانتصار الكبير للثورة الجزائرية سنة 1964 والانجازات الاشتراكية الكبرى التي حققتها قيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وثورة اليمن .
كان هاشم علي محسن قائدا طلابيا في الثانوية الجعفرية قبل لن يكون قائدا عماليا وكان له دور فعال في توحيد صفوف الطلبة ، والمشاركة في الانتفاضات الشعبية ضد الحكم الملكي ، وله دور فعال ايضا مع الحركة الوطنية والقومية للوقوف ضد حلف بغداد في الخمسينات من القرن الفائت ، والمشاركة في التظاهرات والاضرابات العمالية ونذكر منها اضرابات عمال السيكائر وغيرها .
ولهاشم علي محسن ايضا دور في الفترة التي اعقبت قيام ثورة 14 تموز 1958 وخوض الصراع السياسي بين القوميين والشيوعيين . وكان عندما قام انقلاب 8 شباط 1963 وسقوط نظام الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 في السجن رهن الاعتقال .
وكان لهاشم علي محسن ، دور في التغييرات الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت في العراق خلال الستينات ، ومنها تأميم الشركات والبنوك والمصانع 1964 وتشكيل مجالس ادارة لها يمثل فيها العمال.
ومن كتبه التي اصدرها كتابه ( الحركة النقابية في العراق ) ويقع في خمسة اجزاء كما اصدر كتابا ىخرا بعنوان ( دور النقابات في بناء الحركة الشعبية ) وله مقالات كثيرة منشورة في الصحف والمجلات وتتناول قضايا فكرية وعمالية وسياسية واجتماعية .
كتب عنه كثيرون منهم الاستاذ شايع قاسم المرسومي في جريدة (الجريدة ) لسان حال الحركة الاشتراكية العربية (عدد 25 ايلول 2003) .
نعم كان هاشم علي محسن قائدا عماليا من الطراز الاول . كما كان مناضلا نذر حياته لحركة القوميين العرب ، وكان ايضا مفكرا اشتراكيا شجاعا نقد التجربة الشيوعية في إطار تجربته العملية والوثائقية التاريخية .
كتب الاخ والصديق الدكتور جمال السامرائي مقالا قيما عن هاشم علي محسن بعنوان : ( هاشم علي محسن المناضل والقيادي العمالي البارز) في جريدة (العباسية ) اللندنية يوم 18 ايلول 2015 جاء فيه : ان هاشم علي محسن قيادي عمالي بارز ولد عام 1928، عمل بجد وبدون ملل في ساحة العمل الوطني والقومي ، فكان مناضلا معروفاً وقيادياً عمالياً بارزاً وشخصية قومية مرموقة حتى وصل الى منصب رئيس اتحاد نقابات العمال في العراق بعد انقلاب 18 تشرين 1964 ثم انتخب لنضاله وحصافته كرئيس اتحاد العمال العرب ورئيس الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب عام 1966.
كان يحظى بتقدير واحترام من لدن القائد الخالد جمال عبد الناصر الذي استقبله مع وفد العمال العرب وكان يكن له الاحترام لتمسكه بعروبته.
كان الاستاذ هاشم علي محسن عضواً مهماً في ( حركة القوميين العرب ) وتنظيم ( الحركة الاشتراكية العربية ) لاحقاً، انفصل عن الحركة وأسس ( حزب العمل الاشتراكي العربي في العراق ) ، وتبنى الفكر والتحليل الماركسيين ، وكان على خلاف كبير مع الدكتور جورج حبش الامين العام لحركة القوميين العرب في الاهداف والغايات المتعلقة بنضال الطبقة العاملة انتقل الى لبنان واستقر فيها، وتعرض تنظيمه الى ضربة قاضية سنة 1978 بعد كشف خلاياه في العراق من قبل ( مديرية الامن العامة) .
توفي الاستاذ هاشم علي محسن يوم السبت الموافق 15 تموز سنة 1989 بعدما
اثرى المكتبة العربية بسلسلة رائعة بخمسة اجزاء عن تطور الحركة النقابية في العراق ، وعدد من كبير من الكراريس التثقيفية حول العمل النقابي العمالي وتطوره ومعوقاته . كما كتب الكثير من المقالات عن قضايا الامة ومنها قضيتي فلسطين والنفط .
رحم الله الاستاذ هاشم علي محسن ( ابا عدنان) وجزاه خيرا على ما قدم لبلده وامته وشكرا للاخ والصديق الكبير الاستاذ شهاب احمد الحميد الذي اتاح لنا الفرصة لكي نتحدث عن هذا القائد العمالي النقابي العراقي والعربي .وقمين بشاباتنا وشبابنا ان يتذكروا رموزهم في النضال العمالي والوطني والقومي والانساني .
لفتني الكلام انه كان علي خلاف كبير مع الدكتور جورج حبش!!!! بينما كان بالواقع في الجناح الذي بقي مع حبش اثر انقسام حركة القوميين العرب عام ١٩٦٨ وانتهاء العمل في هذا التنظيم القومي.واسس معه حزب العمل الاشتراكي العربي